الدوحة – إبراهيم صلاح:

كَشَفَ الدكتور عبدالوهاب الأفندي، رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا عن تطوير برامج في مجال الذكاء الاصطناعي والاستدامة وإطلاق برنامج تنفيذي في الدراسات الأمنية في الأعوام القادمة.

وأكد الدكتور عبدالوهاب الأفندي لـ الراية أن المعهد استعد لانطلاقة العام الأكاديمي الجديد 2025 – 2026 بخطة شاملة تستند إلى التميز الأكاديمي والجودة العالمية، عبر تطوير المناهج وتعزيز الخدمات الداعمة للطلبة وتحديث البنية التحتية الرقمية.

وأوضح أن هذا العام يحمل أهمية خاصة كونه يشهد استقبال أكبر فوج في تاريخ المعهد منذ تأسيسه، إلى جانب كونه أول فوج في العشرية الثانية لمسيرة المعهد العلمية، وأشار إلى أن المعهد يواصل التوسع في شراكاته البحثية الدولية ويعمل على مواءمة برامجه مع التحولات العالمية في التعليم العالي، بما في ذلك دمج مفاهيم الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي والتنمية المستدامة في العملية التعليمية.

وكشف الدكتور الأفندي عن استعداد المعهد للاحتفاء بمرور عشر سنوات على تأسيسه من خلال تنظيم سلسلة فعاليات كبرى يومي 27 و28 أكتوبر المقبل بمشاركة نخبة من المفكرين والقادة الأكاديميين من مختلف أنحاء العالم، احتفاءً بمسيرة المعهد واستشرافًا لآفاق المستقبل.

وأكد أن الاعتمادات الدولية التي حصلت عليها برامج المعهد، ومنها اعتماد مؤسسة (FIBAA) الأوروبية، تجسد التزامه بأعلى معايير الجودة الأكاديمية. وأشار إلى أن رسالة المعهد تتركز على تخريج قيادات فكرية وأكاديمية مؤهلة للإسهام في تطوير مجتمعاتها، وتعزيز البحث العلمي في المنطقة العربية من خلال بيئة أكاديمية متكاملة تجمع بين التعليم الراقي والإبداع البحثي والانفتاح على المعارف العالمية... وإلى أسئلة الحوار..

في البداية، كيف استعد معهد الدوحة للدراسات العليا لانطلاقة العام الأكاديمي الجديد؟

- استعد المعهد لانطلاقة العام الأكاديمي 2025 – 2026 عبر خطة متكاملة شملت الجوانب الأكاديمية والإدارية والخدمية. فقد جرى توسيع نطاق الدعم الأكاديمي الموجّه للطلبة الجدد من خلال اللقاءات التوجيهية، والبرامج التعريفية، وخدمات الدعم النفسي والاجتماعي. كما عزّز المعهد من بنيته التحتية الرقمية لتوفير تجربة تعليمية مرنة، تتيح للطلبة الوصول إلى الموارد البحثية الإلكترونية وقواعد البيانات العالمية.

إلى جانب ذلك، جرى وضع جدول أنشطة وفعاليات علمية وثقافية موازٍ للعملية التدريسية لتعزيز البيئة الجامعية التفاعلية. وفي هذا الصدد يستعد المعهد، وفي إطار احتفالاته بمرور عشرة أعوام على تأسيسه، لتنظيم سلسلة من الفعاليات المميزة التي ستُقام يومي 27 و28 أكتوبر 2025 بمشاركة نخبة من المفكرين والقادة الأكاديميين من مختلف أنحاء العالم، احتفاءً بمسيرة المعهد العلمية واستشرافًا لمستقبل واعد.

محطة فارقة

ما أبرز الملامح التي تميّز هذا العام عن الأعوام السابقة؟

- مما لا شك فيه أن هذا العام يمثل محطة فارقة في مسيرة المعهد، إذ يستقبل أكبر فوج في تاريخه منذ انطلاقه، ويُعد أول فوج في العشرية الثانية لمسيرة المعهد الأكاديمية. من أبرز الملامح أيضًا ارتفاع نسبة الطلبة العرب المقبولين من مختلف الدول، مع استمرار حضور قوي لخريجي الجامعات القطرية والمقيمين في قطر. كذلك فإن المعهد أجرى عملية تبادل طلابي مع جامعتين أوروبيتين وجامعة صينية، شملت ستة طلاب من المعهد سافروا إلى تلك الجامعات وثلاثة طلاب من فرنسا يلتحقون بالمعهد لفصل واحد. كما قبل المعهد ستة من طلاب الدكتوراه هذا العام.

خطط للتحول الرقمي

هل هناك استراتيجيات جديدة لضمان جودة العملية التعليمية في ظل المتغيرات العالمية؟

- يولي معهد الدوحة للدراسات العليا أهمية كبرى لضمان الجودة الأكاديمية والالتزام بالمعايير العالمية في التعليم العالي، وهو ما انعكس في سلسلة من الاعتمادات الدولية التي حصلت عليها برامجه خلال الأعوام الماضية.

فقد أعلن المعهد مؤخرًا عن تجديد اعتماد برنامجي دراسات الإعلام، وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا من قبل مؤسسة الاعتماد الدولي لإدارة الأعمال (FIBAA)، وهي مؤسسة أوروبية مرموقة معترف بها عالميًا في مجال ضمان الجودة. كما حصل المعهد على الاعتماد المؤسسي الدولي من قبل وكالة ضمان الجودة في المملكة المتحدة (QAA)، ما يعكس اعترافًا مؤسسيًا شاملًا بالتزام المعهد بالتميز الأكاديمي على المستوى العالمي.

إلى جانب ذلك، يعتمد المعهد مجموعة من الاستراتيجيات لمواكبة المتغيرات العالمية، من أبرزها: توسيع نطاق الشراكات البحثية الدولية، تطوير منظومة التقييم والجودة الأكاديمية، الاستثمار في الدعم النفسي، وإدماج قضايا التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية.

برامج أكاديمية متطورة

ما أبرز البرامج المطروحة حاليًا؟ وهل هناك برامج جديدة ستتم إضافتها هذا العام؟

- يطرح المعهد هذا العام ثمانية برامج في مسار دراسات الدكتوراه وهي: (اقتصاديات التنمية، الإدارة العامة، العلوم السياسية والعلاقات الدولية، اللسانيات والمعجمية العربية، التاريخ، علم الاجتماع، الدراسات الإعلامية، الدراسات الأمنية النقدية).

وفي برامج الماجستير يقدّم 18 برنامجًا، هي: (الفلسفة، التاريخ، علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الصحافة، دراسات الإعلام، اللسانيات والمعجمية العربية، الأدب المقارن، إدارة النزاع والعمل الإنساني، الدراسات الأمنية النقدية، وحقوق الإنسان، العمل الاجتماعي، وعلم النفس بمساريه الإكلينيكي والاجتماعي) في كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية، بينما تطرح كلية الاقتصاد والإدارة والسياسات العامة برامج ماجستير (الإدارة العامة، السياسات العامة، اقتصاديات التنمية، وماجستير الإدارة العامة التنفيذي).

كما يوفر المعهد منحًا دراسية متنوّعة، مثل منحة تميم المبنية على الجدارة والتفوق الأكاديمي؛ وهي مخصصة للطلاب الأكثر تميزًا أكاديميًا، ومنحة سند وهي منحة دراسية مبنية على حاجة الطلاب المادية، ومخصصة لجميع الطلاب.

لن تطرح برامج جديدة هذا العام، ولكن المعهد يعمل على تطوير برامج في مجال الذكاء الاصطناعي والاستدامة وبرنامج تنفيذي في الدراسات الأمنية ستطرح في الأعوام القادمة.

منح دراسية

ما عدد الطلاب المقبولين هذا العام؟ وهل هناك توجه لتوسيع قاعدة المستفيدين من المنح؟

- استقبل معهد الدوحة للدراسات العليا الطلبة الجدد المقبولين في برامج الماجستير للعام الأكاديمي 2025 – 2026 والبالغ عددهم 301 طالب وطالبة يتوزعون على 18 برنامج ماجستير و8 برامج دكتوراه يقدمها المعهد، بواقع 204 في كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية، و97 في كلية الاقتصاد والإدارة والسياسات العامة، 6 طلاب في برنامج دراسات الدكتوراه. ويعتبر هذا أكبر فوج في تاريخ المعهد، كما يُعد أيضًا – كما ذكرنا - أول فوج في العشرية الثانية منذ تأسيسه.

إلى جانب ذلك، يقدم مركز اللغات برنامج زمالة الدوحة لدراسة العربية والعلوم الاجتماعية للطلاب من جامعات أوروبية وأمريكية وصينية وغيرها، من غير الناطقين بالعربية. ويقبل في هذه الفئة عشرة طلاب في كل فصل، يحضرون على نفقتهم، ما عدا السكن، وليست هناك حاليًا نية للتوسع أكثر في أعداد الطلاب، لأن المعهد يهتم بالنوعية أكثر من الكم.

دعم متكامل

كيف يدعم المعهد الطلاب الدوليين من الناحيتين الأكاديمية والخدماتية؟

- هذا كله بما يضمن للطلبة تجربة تعليمية متكاملة وبيئة معيشية آمنة تسهّل اندماجهم الأكاديمي والثقافي في قطر.

يدعم معهد الدوحة للدراسات العليا الطلبة الدوليين عبر منظومة متكاملة تشمل الإرشاد الأكاديمي، والبرامج التعريفية، وورش تنمية مهارات البحث والكتابة، إلى جانب المنح الدراسية والإسكان الجامعي وخدمات الاستقبال والتوجيه، فضلًا عن الأنشطة الثقافية والاجتماعية والدعم النفسي، والدورات التي يقدمها مركز اللغات إذ يعنى مركز اللغات بتنفيذ رسالة المعهد اللغوية والإسهام في تعزيز التواصل بين المعهد والمؤسسات الأكاديمية الدولية. ويقدم لطلابه دورات تدريبية في اللغة العربية الأكاديمية، واللغة العربية للأغراض المهنية وذلك لتعزيز الكفاءة في استخدام اللغة العربية وتنفيذًا للسياسة الرسمية لدولة قطر. ولدينا مركز الامتياز للتدريب والاستشارات الذي يقدم خدمات تدريبية واستشارية وتنظيم فعاليات في مجالات متنوعة.

رسالة أكاديمية

كيف يسهم المعهد في دعم الدراسات العليا والبحث العلمي في المنطقة؟

- أنشئ معهد الدوحة للدراسات العليا خصيصًا لرفع مستوى التدريس والبحث في مجالات الإنسانيات والعلوم الاجتماعية إلى أعلى المستويات الدولية. ولهذا الغرض، يتخير الطلاب المتميزين والأساتذة من ذوي الكفاءة والخبرة، ويتبنى مناهج متطورة في التدريس. ويسعى لأن تواكب مناهج تدريسه وإنتاجه البحثي المعايير الدولية وتلبّي احتياجات المجتمع العربي، إضافة إلى ما يوفره من بيئة بحثية محفزة من خلال المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومركز دراسات النزاع والعمل الإنساني. كما يعمل المعهد على تشجيع النشر العلمي باللغة العربية والانفتاح على المعارف العالمية، ويتيح لطلبته وأعضاء هيئة التدريس المشاركة في مشاريع بحثية ومؤتمرات دولية، مما يجعله منصة إقليمية لتعزيز إنتاج المعرفة وتخريج كوادر أكاديمية قادرة على الإسهام في تطوير العلوم الإنسانية والاجتماعية في العالم العربي.

وقد اكتسب المعهد سمعة دولية بالتميز والنجاح، كما يظهر من شراكاته مع الجامعات والمؤسسات الخارجية، وإقبال الطلاب عليه من عدد من الجامعات الأمريكية والأوروبية والآسيوية، للمعهد كذلك شراكات مع الجامعات والوزارات والمؤسسات القطرية، كما أنه مسجل في منصة توطين لدعم الكفاءات القطرية.

برامج في الذكاء الاصطناعي

ما خطط المعهد للتحول الرقمي وتبني التقنيات الحديثة في التعليم؟

- المعهد من أوائل المؤسسات التي اعتمدت التعليم عن بُعد خلال جائحة كورونا، ويعمل حاليًا على تطوير سياسة شاملة حول الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى خطط لإطلاق برامج متخصصة في هذا المجال خلال السنوات القادمة.